الجمعة، 14 أكتوبر 2016

البروز الأول و الفعلي لعلم الإجتماع

البروز الأول و الفعلي لعلم الإجتماع


 *1 ( ما قبل الميلاذ ) : شكلت الحضارات القديمة منبعا خصبا لشتى العلوم ، و خاصة الحضارة اليونانية و الحضارة الفرعونية ، و الصينية ... ، و التي أرست الأسس الأولى لعديد العلوم المستقبلية .
*2 (قرن 14 و 15 م ) : مع نهاية القرن 14م عرف العالم الإسلامي بداية الإنحطاط الفكري و السياسي و الإقتصادي ... ، لكنه عرف أيضا بزوغ فجر العلامة و المفكر الإسلامي ' عبد الرحمن ابن خلذون ' الذي أبدع في إغناء الفكر الإنساني ، إلا أنه واجه صعوبات جمة من لدن دوئر الحكم آنذاك ، حالت دون تعميم أفكاره الجديدة الداعية لتحيكم المبدأ العقلي و العلمي في كافة الشؤون المجتمعية ، كما أن غياب المتتلمذين على يده لعب دورا كبيرا في عدم بلورة أعماله الفكرية و إغنائها.
*3 ( القرن 15 إلى 18 م ) : عرفت بداية هذه الفترة إنحطاط واسعا على مستوى القارة الأوربية ، بفعل السيطرة الهمجية لكنيسة الكاثولكية ، حيث مارست القهر و العنف بشتى أنواعه على كل من خلافها الرآي و التوجه الديني ، مسيطرة بذالك على كافة المجلات الإجتماعية و السياسية ، برغم من كونها أقلية مجتمعية تتشكل من ( الطبقة االحاكمة ، رجال الدين 'الأكليروس' ، الإقطاعيون ) .
لكن هذه السيطرة الكنسية لم تعمر طويلا ، فمع حلول القرن 18م شهدت أوربا نهضة فكري و علمية ، مهدت لعصر أوربي جديد دشن بما سمي ' الثورة الصناعية ' فاتحة بذالك أبواب العلم و التقدم لمجتمع الأوربي ،
و من عوامل هذه 'الثورة الصناعية' نجد :
- عوامل إجتماعية : الدعوة لتوفير العيش الكريم و المساواة بين كافة أفراد المجتمع ...
- عوامل دينية ، : بروز المذهب البروتستانتي ذو التوجه المخالف للكنيسة الكاثوليكية و الدعوة لحرية الإعتقاد و التحرر من صكوك الغفران ...
- عوامل إقتصادية : الرغبة في فك الهيمنة الإقتصادية لكنيسة و رجال الدين و الإقطاعيين ...
- عوامل فلسفية : ساعد تنامي فعل الترجمة و الطباعة و إنتشار الكتب المعرفية و العلمية في أوربا ، في الثورة على الفكر الكنسي و الدعوة لسيادة الفكر العقلاي العلمي .
- عوامل علمية : إختراع التيلسكوب و تفنيذ 'غاليليو' لنظرية الكنسية القائلة بأن ' الأرض مركز النظام الشمسي '.
* التحولات ما بعد 'الثورة الصناعية' *
المزارعين —> المأجورين
الإقطاعيين —> البرجوازيين
المدن الصغيرة —> مدن صناعية كبرى
* أثار 'الثورة الصناعية' *
- ظهور ظاهرة الهجرة و خاصة الهجرة الذاخلية .
- بروز الطبقية الإجتماعية بصورة أوسع .
- إنتشار البطالة لأول مرة عبر تسريح العمال .
- دخول المرأة لسوق العمل .
- ظهور عمالة الأطفال .
* 'الثورة الفرنسية' 1789م *
شكلت هذه الثورة منعطفا حاسما في التاريخ الفرنسي و الأوربي ، إذ كان لها الأثر الكبير في قهر الإستبداد الذي مارسته الطبقة البرجوازية آنذاك و الإطاحة به ، و التمهيذ لنظام ديموقراطي يعدل بين كافة مكونات الشعب .
* خلاصة *
خلقت 'الثورة الصناعية' و 'الثورة الفرنسية' مادة ضخمة على كافة المستويات ، حيث شملت مختلف المجلات الإجتماعية ، جاذبة نحوها العديد من الباحثي و الدارسين الذين إنغمسوا في تحليل و تفسير و محاولة معالجة هذه الظواهر الإجتماعية الحديثة و الجديدة علميا ، فسميت أولا فزياء إجتماعية من قبل ( أدولف كيكلي ) لكن هذه التسمية لم تذم طويلا حتى أصطلح عليها ( أغوست كونت ) علم الإجتماع ، إلا أن ((((سان سيمون)))) ( 1760م-1825م )يظل سباقا لدراسة هذا العلم الإجتماعي الحديث و يعد من أبرز رواده ، إذ قدم الكثير في سبيل إغنائه ، فقد عانى الكثير شخصيا في طريق كفاحه ، فهو الذي تخلى عن رتبته في الجندية بعد أن شارك في الحرب الأمريكية الفرنسية خلال قرن 18 م، تاركا وراءه لقبه النبيل 'الكونت' ، متخليا بذلك عن كل المميزات و الحسنات المادية .
فأمسى الرجل المواطن و المدني ، ذو الفكر الغني و العارم ، فإستغله في الدعوة لفكر جديد يدعوا لدعم الصناعة و الإنتاج ، إضافة لفصل الدين عن السلطة و تمتيع الشعب بحرية أكبر مع الحرص على مراجعة النصوص الدينية المسيحية لتتماشى مع متطلبات العصر ، ففي نظره أن الدين المسيحي آنذاك ، قد شجع المجتمع على الخمول و الكسل لهذا قدم تصوره للمراحل التي يمر بها 'الدين' :
1- الطفولة : هي مرحلة البداية و التأسيس
2- الرشد : يؤمن به غالبية الناس
3- الشيخوخة : ينهار و يصبح غير صالح لمرحلة القادمة .
- فبهذا يكون ((((سان سيمون)))) من أوائل باحثي عصره في المجال الإجتماعي ، و خاصة غي مجال علم الإجتماع الديني فمؤلفه ( كتاب المسيحية الجديدة) خير دليل على توجهاته الفكرية التي فتحت المجال مستقبلا أمام عديد علماء الإجتماع لإغناء هذا الميدان . 



اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي