الأربعاء، 31 أغسطس 2016

أبرز مؤسسي علم الاجتماع

أبرز مؤسسي علم الاجتماع  ؟

عالم الاجتماع: ماكس فيبر. 

هو ماكس ميليان كارل إميل ويبر (بالألمانية: Maximilian Carl Emil Weber) (21 أبريل 1864 – 14 يونيو 1920) كان عالمًا ألمانيًا في الاقتصاد والسياسة، وأحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث ودراسة الإدارة العامة في مؤسسات الدولة، وهو من أتى بتعريف البيروقراطية، وعمله الأكثر شهرة هو كتاب "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم الاجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية، وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة: بأنها الكيان الذي يحتكر الاستعمال الشرعي للقوة الطبيعية, وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة.درس فيبر جميع الأديان وكان يرى أن الأخلاق البروستنتانتية أخلاق مثالية ومنها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية والذي يتميز بالعقلانية والرشادة ومن الصعب تطبيقه في الواقع ولو طبق في التنظيم لوصل لأعلى درجات الرشادة.ولقد ميز فيبر بين ثلاثة نماذج مثالية للسلطة تعتمد على تصورات مختلفة للشرعية هي:السلطة الملهمة --- السلطة التقليدية ---- السلطة القانونية


يتناول العالم الألماني ماكس فيبر، أحد مؤسسي علم الاجتماع، كيفية اختلاف الطبقات الاجتماعية في المجتمعات بسبب اختلاف وتعدد الطوائف الدينية فيها. يوضح فيبر أن مثل هذه البلاد المتعددة الطوائف فإن أصحاب الثروات والنفوذ ورجال الأعمال هم الغالب من الطائفة البروتستانتية. يعزى هذا الاختلاف إلى عدة أسباب، لكن فيبر يجد توضيح ماهية عناصر هذه الديانات هو البداية لمعرفة تلك الأسباب. تتسم البروتستانتية بأنها تهتم بمباهج الحياة، وترى أن على الفرد أن يعيش باستمتاع وإثارة ومجازفة، على عكس ما تتسم به الكاثوليكية كونها في رأي فيبر أكثر"انفصالاً عن العالم" وأنها تعطي لا مبالاة كبيرة إزاء ثروات العالم. وهنا يكمن التعارض بين الطائفتين، لكن مع استثناء الكاثوليك الفرنسيين الذين هم أقرب إلى الكالفينية فيما يخص الحياة الدنيوية. يتطرق فيبر إلى الكالفينية كمعتقد خيضت باسمه معارك سياسية وثقافية كبيرة في بلدان متطورة، وتتعدد مذاهب الكالفينية ويظهر أكثرها أهمية "مذهب الجبرية" والذي تتوضح معالمه في اعتراف وست منستر الذي يعود لعام 1647 في هذه النقاط: إن الله قدر للبعض العيش حياة أبدية باصطفائه لهم، ولآخرين بموت أبدي وذلك وفقاً لأمره وإظهاراً لمجده. يوجه الله الذين في قلوبهم الخير إلى طريق الخير. إن الوقوع في الخطيئة هو فقدان للرغبة بأي اتصال روحي وبالتالي الحرمان من طريق الهداية. حرم الله الأشرار من رحمته ومن نعمه على هذه الأرض وهم يصبحون بذلك عرضة للخطيئة وارتكاب المعاصي. تؤكد الكالفينية أن أعمال الإنسان أي خيرها أو شرها هو ما يحدد مصيره، هذا يعني أن أوامر الله المطلقة قابلة للتعديل بتغير أعمال البشر وهذا هنا غير مقبول بتاتاً. إن هذه المعتقدات التي عاشها الكثيرون بكل لا إنسانيتها هذه جعلتهم يعيشون وهم يعلمون مصيرهم الذي ينتظرهم في الآخرة، غير قادرين على أن يغيروا منه شيئاً حتى بتدخل الكنيسة؛ فأصبح إلغاء الخلاص على يد الكنيسة فارق جذري مع الكاثوليكية.يؤكد فيبر أن الكالفينية وجدت لتعظيم وتمجيد الرب؛ أي أنها تضعه بمحل تنفيذ الأوامر الربانية، فيعيش حياة اجتماعية محورها هو حياة روحانية ربانية خالصة. فيصبح هذا الاندماج للحياة الدينية بالاجتماعية ملبياً للحاجات البشرية ومعبراً عن قيمة العمل المعروف كفعل لتمجيد الرب وتعظيمه لا لتحقيق مكاسب شخصية. وتكتمل الصورة المثالية للكالفينية بنظرها إلى الفرد والأخلاق على أنها علاقة بدون صراع. وهنا يظهر حياد فيبر عن الخوض في الأسباب لأنه يجد كل هذا مرتبط بالمقام الأول بفهم العمل. يعود فيبر مرة أخرى لمذهب الجبرية، ويفكر في الاصطفاء الإلهي لبني البشر، ويرى أنه لا يمكن معرفة إذا ما كان الشخص مصطفاً من تصرفاته لأنه وبرأي كالفن " لا يتميز المصطفون عن المنبوذين بشئ من الخارج". فالمصطفون "كنيسة الله غير المرئية". ويرى كالفن أيضاً أن الإيمان الكامل ناتج عن الثقة الكاملة بالنفس فأي نقص في الأخيرة ينتج عنه قصور في الإيمان الداخلي وبالتالي كل واثق من نفسه هو ممن اصطفاه الله، ولكن مارتن لوثر يجد أن الإيمان الناقص يمكن أن يغفر إذا تاب العبد إلى الله. وهو بذلك يربط بين الإيمان والعمل حيث أن الأخير يكون متقناً كلما اتصف صاحبه بالأخلاق الرفيعة وبالإيمان القوي في قلبه والناتج – كما سبق ذكره – عن الثقة بالنفس وإمكانياتها. وهنا تتمحور البروتستانتية في إعطاء شعور الرضا واليقين الذاتي من خلال العمل لتصبح بذلك وسيلة "لمواجهة مشاعر القلق الديني". إن الكاثوليكية جعلت من كهنة الكنيسة أسباباً للخلاص والحصول على المغفرة والعفو من الله لأي من معتنقيها رغم ارتكابهم الآثام، في حين أن الكالفينية تعتبر الحياة الدينية مرتبطة بالحياة التي يعيشها الفرد بشكل عادي، أي أن الله لا يحاسب الفرد على أعماله الدينية المنفصلة عن ممارساته في حياته الاجتماعية فهي وحدة واحدة، فيسقط مع هذا الفكر "النمط الكاثوليكي" كما يرى فيبر والذي يتحرك بين الخطيئة، الندم، التوبة، والغفران ثم الخطيئة مرة أخرى. ثم يأتي فيبر إلى الكنيسة المسيحية التي ما لبثت أن أصبحت تتسم بعقلانية كلية. فأصبح مذهباً يحفظ البشر من إتباع الغرائز والطبيعة وذلك بهدف الانصياع لرغبة الإرادة. ولكن أن يكون في نفس الوقت على قدرة للعيش "حياة نشيطة ومنفتحة"؛ فيصبح الهدف – إضافة إلى حفظ البشر من تبعية غرائزهم – على تنظيم سلوكهم. إن الكالفينية جعلت من دمج الإيمان الروحي بالحياة المهنية الداعية إلى إلغاء التصوف والتزام العقلانية في الدين جعلت من الكالفينية توجهاً أصيلاً يدمج عهده القديم بالجديد. ففهم الكالفينية هو فهم لطريقة التأثير على الحياة العملية مع الحياة الدينية.

عالم الاجتماع: إميل دوركايم:

إميل دوركايم (1858 - 1917): فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي. يعتبر أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث, وقد وضع لهذا العلم منهجية مستقلة تقوم على النظرية والتجريب في آن معا.ولد إميل دوركايم سنة 1858 بمدينة إبينال بفرنسا حيث نشأ في عائلة من الحاخامين، وكان تلميذًا بارعًا وما لبث أن التحق بـمدرسة الأساتذة العليا (وهي من أفضل مؤسسات التعليم العالي في فرنسا) سنة 1879 حيث احتكّ ببعض شبان فرنسا الواعدين مثل جان جوريس أو هنري برغسون غير أن الأجواء بالمدرسة لم تعجبه فالتجأ إلى الكتب ليتجاوز الفلسفة السطحية (في نظره ) التي كان يدين بها رفاقه. وهكذا اكتشف أوجست كونت الذي أثرت مؤلفاته عليه تأثيرًا عميقًا فاستقى منها مشروع تكريس علم الاجتماع كعلم مستقل قائم بذاته يهدف إلى كشف القواعد التي تخضع لها تطورات المجتمع.فنجد لهذا الاهتمام صدى في أعماله عن قواعد المنهج السوسيولوجي وعن الانتحار وعن التربية حيث تتجلى رغبته في أن يواجه المشاكل المختلفة بمناهج خاصة ومن منظور اجتماعي منزّه من إشكاليات العلوم الأخرى (الفلسفة والتاريخ مثلا) ومقارباتها. كان دوركايم يكره التأملات الفلسفية العقيمة والعلم لأجل العلم فقط ولذلك ابتغى أن يجعل من علم الاجتماع علمًا يسلّط الضوء على آفات المجتمع ويستعان به لحلّ بعض مشاكله عن طريق تحسين العلاقات بين الفرد المجتمع. فلذلك أولى عناية كبرى للمشاكل التربوية إذ أن التربية تلعب دورًا أساسياً في اندماج الفرد في المجتمع. قد تفسر لنا هذه التصورات اهتمام دوركايم بمشاكل زمنه إذ أن اثنين من أهم كتبه تتناول الاضطرابات الاجتماعية المتولدة عن التصنيع المفاجئ والكثيف الذي انتاب مجتمعات عصره.أبرز آثاره - في تقسيم العمل الاجتماعي - بالفرنسية ( دولا ديفيوزيون دوتراباي سوسيال) (عام 1893), و- قواعد المنهج السوسيولوجي - بالفرنسية( لي ريجل دولا ميتود سوسيولوجيك ) (عام 1895).

عالم الاجتماع: كارل ماركس.

كارل ماركس فيلسوف القرن العشرين ومن الشخصيات ألمانية بارزة إنه ذلك الفيلسوف والمفكر والإيديولوجي الألماني الذي جال كثيراً باحثاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية. وقد ذاع صيته وحمل أفكاره الكثيرون، منهم من سعد بها ومنهم من انتهى به الأمر إلى القبر أو النفي أو إلى غياهب السجون. علاوة على ذلك تسببت أفكار ماركس في تقسيم العالم إلى معسكرين معاديين لبعضهما البعض فترة طويلة من الزمان.ربما كان من سخرية القدر أن يولد كارل ماركس الثوري في مدينة محافظة جداً هي ترير، وذلك في عام 1818. ترعرع ماركس في أسرة يهودية اضطرت إلى اعتناق المذهب البروتستانتي بسبب الاضطهاد الذي تعرض اليهود له آنذاك. وقد منع والده حينها من الاستمرار في السلك القضائي. التحق الصبي كارل بالمدرسة الثانوية في سن الثانية عشر وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية بتقدير امتياز في سن السابع عشر. عاش كارل ماركس حياة تنقل فيها كثيرا باحثاً عن مكان آمن وهرباً من المطاردة. ومن المعروف عنه أنه أينما حل فتحت له المدينة ذراعيها، لكن غالباً سرعان ما انقلبت عليه سطوة الحاكم، فكان عليه أن يذهب باحثاً عن أفق جديد. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة يينا سنة 1841 التحق كأستاذ بجامعة بون. كانت فترة أقامه ماركس في برلين فرصة للتعرف على عدد من المدارس الفكرية مع العلم أن فلسفة هيجل كانت هي الرائجة في تلك الحقبة. وبعد انتقاله إلى مدينة بون بدأ شغب ماركس الفكري ينتقل إلى السياسة حيث أنشأ صحيفة تنتقد أسس الحكم في بروسيا، مما أدى إلى مصادرة الصحيفة وتجريده من الجنسية البروسية، فهاجر ماركس إلى باريس بصحبة زوجته. وهناك بدأ فكره ينضج ويتجه نحو رفض الهيجلية. وخلال فترة إقامته في باريس توطدت علاقته برفيق العمر والإيديولوجيا فريدريك انغيلس. وفيها نشرا سوياً الكتيب الشهير "بيان الحزب الشيوعي".


كارل ماركس: الإنسان والمفكر الفذ:


تعتبر الفترة من عام 1842 حتى عام 1849 مرحلة هامة جداً من حياة ماركس، فهي فترة المنفي، التي قضاها في بريطانيا بعد أن طرد من فرنسا وبلجيكا، بسبب كتاباته ونشاطاته الصحفية التي اعتبرت تحريضا للطبقة العاملة والفقراء على التمرد ضد سطوة السلطة وقهر الاقتصاد. عانى ماركس في تلك الفترة من حياته من ضنك العيش، ولولا وجود رفيقه انغيلس الذي كان ينحدر من أسرة غنية لكان مسار حياته تغير على الأرجح. وفي منفاه الاختياري لندن ألّف ماركس كتبه التي مهدت الطريق للاتجاه الفلسفي والفكري، الذي يحمل اليوم اسم الماركسية. من بين مؤلفاته الهامة: "الصراعات الطبقية في فرنسا من سنة 1848 حتى 1850" و "نقد الاقتصاد السياسي" الذي قام بنشره عام 1859. وفي سنة 1867 ظهر الجزء الأول من مؤلفه الضخم "رأس الـمال"، أما الجزء الثاني فنشره انغيلس بعد وفاة رفيق عمره ماركس. وبجانب الكتابة حاول الاثنان تنظيم الحركة العمالية، حيث أسسا "الجمعية الدولية للعمال"، التي كان لها شعبية في عدد من دول العالم كأمريكا وألمانيا. وشكلت هذه الجمعية الانطلاقة الأولى لتأسيس عدد من الأحزاب اليسارية منها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. وفي عام 1883 توفى كارل ماركس في منفاه بلندن عن عمر يناهز الخامسة والستين.

ما بعد كارل ماركس:بعد عقود مرت على وفاة ماركس كتب المفكر فوكوياما كتابه الشهير الذي أنذر فيه بنهاية العالم. واعتبر الكثيرون هذا الكتاب رسالة موجه إلى فكر ماركس. كانت الركائز الأساسية لنظرية فوكوياما هي فرضية انتهاء الإيديولوجيا وانتصار الفكر الليبرالي. غير أن فلاسفة ومفكرون آخرون قاموا بالرد على هذه النظرية، ومنهم جاك ديريدا، الذي آلف كتابا تحت عنوان" أطياف ماركس" مفاده أن ماركس الستاليني، الذي تطور إلى نموذج سوفيتي بيروقراطي هو الذي توفى وانتهى. أما ماركس الفيلسوف والمفكر فما يزال حيا بيننا.

عالم الاجتماع: أوجست كونت:

عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي فرنسي، أعطى لعلم الاجتماع الاسم الذي يعرف به الآن، أكد ضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على الملاحظة، إلا أن كتاباته كانت على جانب عظيم من التأمل الفلسفي، ويعد هو نفسه الأب الشرعي والمؤسس للفلسفة الوضعية.


أوجست كونت ( 1798-1857) " يعتبر تلميذا لـ سان سيمون وهو فيلسوف فرنسي. ولد في مدينة مونبلييه. وتخرج من مدرسة البوليتكنك، ثم عمل سكرتيرا عند الفيلسوف سان سيمون الذي كان لأفكاره أثر كبير على نظرياته التي عرضها فيما بعد في أهم مؤلفاته: "محاضرات في الفلسفة الوضعية" و"نظام في السياسة الوضعية".نظرية كونت في السياسة لا يمكن عزلها عن نظريته العامة في الإنسان والمجتمع ولا عن الظروف التي أحاطت بظهورها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، إذ اتسمت هذه الفترة بحروب واضطرابات سياسية واجتماعية متعددة: من الحروب النابليونية إلى الصراع بين الملكيين والجمهوريين وبين الليبراليين والمحافظين فضلا عن الصراع بين العمال وأرباب العمل. كل ذلك قاد كونت إلى التفكير بوضع علم للمجتمع أودين للإنسانية يجنبها النزاعات السياسية ويحقق لها السلام الاجتماعي، وإشارته إلى هذا واضحة في الدرس الأول من "محاضرات في الفلسفة الوضعية" إذ يقول "إن هدف فلسفتي هو إعادة تنظيم المجتمع".يرى كونت أن الفكر البشري قد مر خلال تطوره التاريخي في حالات ثلاث: المرحلة اللاهوتية: التي تعلل الأشياء والظواهر بكائنات وقوى غيبية، والمرحلة الميتافيزيقية: التي تعتمد على الإدراك المجرد، والمرحلة الوضعية: التي يتوقف فيها الفكر عن تعليل الظواهر بالرجوع إلى المبادئ الأولى ويكتفي باكتشاف قوانين علاقات الأشياء عن طريق الملاحظة والتجربة الحسية. ويعتبر كونت أن العلم الذي يتفق مع المرحلة الوضعية ويساعد على فهم الإنسان ويستوعب جميع العلوم التي سبقته هو"علم الاجتماع".ويرى كونت أن إذا كانت الغاية هي تنظيم المجتمعات الحديثة على قاعدة العلم فإن علم الاجتماع هو الذي يسهم في ذلك لأنه علم كلي، يدرس المجتمع برمته في جميع مظاهره ومقوماته.والحقيقة الوضعية تنطلق من إعطاء الأولوية للكل على الجزء لأن "الوحدة هي النمط الطبيعي للوجود الإنساني"، وإن كل جزء من النظام الاجتماعي يؤثر على غيره من الأجزاء. وإن هناك حالة من الترابط بين النظام السياسي والمؤسسات السياسية من جهة وبين الحالة العامة للحضارة. لهذا فإن كونت يخضع السياسة للأخلاق. فالأخلاق الوضعية تقوم على " تقديم الاجتماعي على الفردي" أي على انتصار الإنسانية ودمج الفرد في المجتمع. فلا شيء أكثر غرابة على فكر كونت من الحقوق الفردية .ويقول بهذا الصدد:"إن الوضعية لا تقر حقا آخر غير حق القيام بالواجب ولا تقر واجبا غير واجبات الكل تجاه الكل، لأنها تنطلق دائما من وجهة نظر اجتماعية ولا يمكن لها أن تقبل بمفهوم الحق الفردي. فكل حق فردي هو عبثي بقدر ما هو غير أخلاقي"ويرى كونت أنه يوجد بين الفرد والإنسانية جماعات وسيطة هي الأسرة والوطن. ويعطي أهمية كبيرة للأسرة والمرأة على وجه الخصوص في التنشئة الأخلاقية. فالأسرة هي الوسيط بين الفرد والوطن والوطن هو همزة الوصل بين الأسرة والإنسانية. إلا أن فكر كونت لا يدعو إلى المساواة على الصعيد السياسي. بل إنه يؤمن بدور النخب ويقيم تمييزا حادا بين الجماهير والاختصاصيين والحكام وينيط أمر تحديد الأهداف والوسائل بالمختصين بالعلوم السياسية وحدهم، إذ يقول "الجماهير تطلب والصحافيون يقترحون والحكام ينفذون. وما لم تكن هذه الوظائف متميزة فإن الاتباس والتعسف سيسودان المجتمع إلى درجة كبيرة". وهكذا فإن غاية السياسة عند كونت هي أن يصبح كل مواطن موظف اجتماعيا خاضعا للسلطة بصورة تامة. و"السياسة الوضعية" تلتمس الطاعة الكاملة. فالنظام فيها ينتصر على التقدم.

العالم: سان سيمون:

وهو الكونت هنري دي سان سيمون (Saint Simon)، الباريسي النشأة، ولد عام 1760م، وكان فيلسوفا فرنسيا يميل إلى مبدأ تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية. وكانت دعوته موجهة إلى الاهتمام بالصناعة، ونوه إلى أهمية الحياة البرلمانية في الاقتصاد، ودعى إلى أن يكون البرلمان مكونا من ثلاثة مجالس هي: مجلس الاختراع -مجلس الفحص-- مجلس التنفيذ. وبذلك تتمثل في الحكومة هيئات من قطاعات الصناعة، والتجارة، والزراعة، والمهندسين ومن الآراء التي كان يبشر بها دعوته إلى تكافؤ الفرص لا التجانس الكامل. وأشترك سان سيمون في الثورة الأمريكية مدفوعا بحماسه وإخلاصه، وأيد الثوار الفرنسيين في فرنسا. وتعرض في حياته إلى الجوع والتشرد، وتحمل الكثير من الصعاب في صراعه الطويل من أجل صياغة أفكاره ونظرياته التي كان يرمي منها قيام مجتمع عادل، ومن أشهر مؤلفاته (المسيحية الجديدة). ولقد توفي في عام 1825م. وكان من أتباع سان سيمون الفيلسوف أوجست كونت، والمهندس فرديناند دي لسبس الذي قام بحفر قناة السويس في مصر.ولكن يلاحظ أن مذهب سان سيمون الذي حمله أتباعه (سان سيمونيون) فيما بعد كان مذهبا اشتراكياً ويدعو إلى إلغاء الميراث. وكان من رأيهم أن انتقال الثروة يجب عدم تقييدها بالعائلة وإنما يجب أن تؤول هذه الثروة بعد وفاة صاحبها إلى الدولة.ويدعو أنصار هذا المذهب إلى أن تتولى الدولة تنظيم الإنتاج وتعهد به إلى المقتدرين لمصلحة المجموع العام. وأن تعهد إلى كل شخص من العمل ما يتناسب ودرجة كفاءته وتقيم هذه الكفاءة بالقدر المنتج من العمل. ويجب على السلطة أن تسلم إلى الصناعيين لا للعلماء، لأنهم هم الرؤساء الحقيقيون للشعب، فهم الذين يقودونه في أعماله اليومية. فالأمة هي ورشة صناعية واسعة، تزول فيها فروق المولد والنسب، وتبقى اختلافات القدرات. وقد كانت آراؤه وراء بدايات "العلم الوضعي" والاشتراكية، ورأى أنصار سان سيمون في دولة مصر، وحكم محمد علي فرصة لتطبيق أفكارهم، لذا فقد سافر الكثير منهم إلى مصر للمساهمة في نهضتها.

مؤسس علم الاجتماع: ابن خلدون:

(الاسم الكامل : ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 - 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ) مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقيا في عهد الحفصيين وهي تونس حالياً ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول, شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين.يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.لاحقاً عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.أول من تنبه "ابن خلدون" إلى ضرورة قيام علم جديد هو علم العمران البشري والاجتماع الإنساني, وحدد موضوعه وميز بينه وبين موضوع علمه وموضوع علم الخطابة وموضوع علم السياسة.قام بتفسير نشأة المجتمع الإنساني فجاء بمنهج تاريخي واقعي لم يكن مألوفاً عند معالجة العلوم الإنسانية والظواهر الاجتماعية يقارن بين ماضي الظاهرة وحاضرها، تحدث عن البداوة والريف والحضر وقارن بينهما وقام بتحليل العصبية كأساس لقيام الدولة وإن المجتمع يسير وفق طور النشأة والتكوين وطور النضج والكمال وطور الهرم والشيخوخة.

عالم الاجتماع: هربرت سبنسر:

هربرت سبنسر فيلسوف بريطاني ( 27 ابريل 1820 - 8 ديسمبر 1903 ).في كتابه السياسي " الرجل ضد الدولة" قدم رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها. كان سبنسر، وليس داروين، هو الذي اوجد مصطلح "البقاء للأصلح ". رغم إن القول ينسب عادة لداروين. و قد ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم الارتقاء، وأعطى له أبعاداً اجتماعيا، فيما عرف لاحقا بـ الدارونية الاجتماعية. وهكذا يعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم الاجتماع الحديث. ولد سبنسر في ديربي، و تلقى معظم تعليمه في المنزل، عمل كمهندس مدني، لكن كتاباته المبكرة 1848 شهدت اهتماما بألامور الاقتصادية. حيث عمل كمحرر في جريدة الايكونومست "الاقتصادي".و التي كانت، كما هي الآن، جريدة اقتصادية مؤثرة ومهمة. عام 1851 انضم إلى مجموعة جون تشابمان،التي كانت ترعى الفكر الحر والإصلاح، و بالذات تروج لفكرة التطور و الارتقاء . طلب تشابمان من سبنسر أن يبحث نظرية توماس مالتوس و يعرضها في العدد الأول من مجلة اشرف على إصداراها، ورأى سبنسر في نظرية مالتوس قانونا عاما يصلح للبشر كما للحيوانات، حيث تعمل الحروب و الكوارث والأوبئة على تصحيح الزيادة السكانية . من هذه اللحظة فصاعدا اعتبر سبنسر كاتبا مهما، ووجد تعبير" البقاء للأصلح " رواجا كبيرا، و توالت كتبه التي شملت مواضيع مختلفة، و كانت ترى مسألة التطور والارتقاء في شتى الجوانب الاجتماعية. حيث لا مكان للضعيف في سباق الأقوياء. شكلت الدراوينية الاجتماعية في تلك الفترة بمثابة كفارة لضمير الإنسانية المتعب: حيث قدمت على إنها قانون الطبيعة الذي لا حياد عنه. كان سبنسر يمتلك علاقات وثيقة مع كبار الرأسماليين في عصره، الذين تلقفوا أفكاره و رحبوا بها، و كان سبنسر قد اخبر كارينجي، واحد من أهم رأسماليي عصره : أن صعود شخص مثله، لم يكن نتيجة حتمية فحسب، بل كان حقيقة علمية. كان سبنسر معجبا جدا بداروين، و من اجله فقط، حث بيمينه بعدم دخول اي كنيسة ، حيث حضر القداس على روحه في كنيسة وستمنستر.



اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي