الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الأسرة تعريفها- أهميتها و وظائفها الأهمية النظرية لدراستها- عوامل تغيراتها

الأسرة
تعريفها- أهميتها و وظائفها
الأهمية النظرية لدراستها-
عوامل تغيراتها


تقديم
عرفت الأسرة بالمؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها الزوج، والزوجة، والأولاد.
وليس من شك في أنه كان و ما يزال لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة والطمأنينة في نفس الفرد، فمن خلالها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريقة مباشرة في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التضامنية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلمهم لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم.
فهي عالمية أي موجودة في كل المجتمعات الإنسانية وان اختلفت أشكالها كما هو متعارف عليه في أدبيات الانثروبولوجيا.
كما أن ظهور علم الاجتماع الأسري ساعد على جعل الأسرة موضوعا خاصا ، موضحا كل وظائفها وأدوارها. كما ساهمت النظريات الاجتماعية التي تناولت الموضوع في تحليل وإغناء موضوع الأسرة.
فهل الأسرة وحدة اجتماعية بسيطة أم نظام مركب و معقد؟ و ما هي أهمية و وظائف هذا النظام ؟ ألا يتغير هذا النظام باعتباره الوحدة الإجتماعية الصغرى في المجتمع بتغير باقي الأنظمة الإجتماعية الأخرى كالنظام الإقتصادي أو السياسي أو الديني أو التعليمي…؟ ما هي يا ترى الأهمية النظرية التي تكتسيها هذه المؤسسة الإجتماعية في رحاب السوسيولوجيا ؟ و هل مازالت الأسرة في وقتنا الراهن تلعب دورها في الحفاظ على الجنس البشري تربية و إعدادا ليصير مواطنا صالحا يخدم الإنسانية أم أمست الأسرة مجرد مكان لإشباع الرغبات البيولوجية و الجنسية و لربما من قبيل التأتيث الإجتماعي؟
خصوصا و مجتمعاتنا الراهنة تشهد معضلات اجتماعية جمة و سلوكات انحرافية تدق ناقوس الخطر؟
تعريف الأسرة:
يجمع كافة العلماء و الباحثين على أن الأسرة هي أقدم المؤسسات الإنسانية و أكثرها شيوعاً.
و يذهب البعض منهم إلى اعتبارها السبب المباشر في الحفاظ على الجنس البشري و الإبقاء عليه حتى الآن .فلقد ظلت الأسرة التنظيم الأهم الذي ينشأ فيه معظم الناس و عند مرحلة معينة ينفصل البالغون عن الأسرة ليكونوا أسرهم الخاصة .
لكن ما يختلفون حوله هو تحديد تعريف جامع و وحيد للأسرة , نتيجة اختلاف المدارس و الإتجاهات التي ينتمون إليها . فمنهم من اعتبرها الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب إستقرار وتطور المجتمع. و منهم من عرفها بأنها الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية التي تتكون من افراد تربط بينهم صلة القرابة و الرحم و تساهم في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية و العقائدية و الاقتصادية…
وكما يعرفها كل من بيرجس ولوك في كتابهما “الأسرة” 1953 بأنها “مجموعة من الأفراد يربطهم الزواج والدم أو التبني يؤلفون بيتا واحدا ويتفاعلون سويا ولكل دوره المحدد كزوج أو زوجة,أب أو أم أو أخ أو أخت مكونين ثقافة مشتركة”1. وهذا ينطبق على ما يعرف بالأسرة النووية .و حسب جيري لي في كتابه “البناء الأسري والتفاعل” حيث عرف الأسرة- والتي اعتبرها عالمية –بأنها “تجمع إنساني عالمي وهي إما أن تكون على الشكل السائد الوحيد للعائلة وإما أن تكون كالوحدة الأساسية بوصفها جماعة فتتميز وظيفيا بشكل واضح وتتركب منها أشكال من العائلات أكثر تعقيدا وهي توجد في كل المجموعات المعروفة”2
و تعرفها سناء الخولي في كتابها ” الأسرة في عالم متغير” بأنها ليست وحدة اجتماعية بسيطة , و إنما نظام مركب و معقد , و هي تنظيم له بناؤه و وظائفه, و له أهدافه و ديناميته , و من ثمة تؤثر و تتأثر بالمناخ الأجتماعي و الإقتصادي و السياسي المتغير”3
من خلال التعاريف السابقة يمكن أن نقول أن الأسرة عبارة عن جماعة إنسانية تنظيمية مكلفة بواجب إستقرار وتطور المجتمع عبر التأثير في نمو الافراد واخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر
وحتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسؤولا عن نفسه وعضوا فعالا في المجتمع.
كما تمارس وظائف مختلفة باختلاف المراحل الزمنية، والعصور التي تعاقبت عليها، وتختلف كذلك باختلاف البيئة الطبيعية والاجتماعية التي عاشت فيها.
فما هي وظائف الأسرة التي مارستها على مر العصور ؟
وظائف الأسرة :إن استقراءنا لعلم الإجتماع و الأنتربولوجيا في دراستهما للنسق الأسري داخل المجتمع يحيلنا إلى خلاصة مفادها أنه من الصعب الحديث عن وظيفة تخص حياة الفرد أو عمله لم تدخل في نطاق و مسؤولية الأسرة , مما يعني أن الأسرة كانت تمارس أدوارا عدة تواجه بها متطلبات العيش و الضبط الإجتماعي.
فلقد تعددت وظائف الأسرة و اختلفت من حضارة إلى أخرى غير أنها ظلت في جميع المجتمعات تمثل الوسط الذي يتم فيه إنجاب الأولاد و يوفر لهم الحماية و الأمن و يعلمهم عادات مجتمعهم و تقاليده بما يمكنهم من التأقلم معه و تقبل ما فيه من أفكار و ثقافة. و للأسرة دور اقتصادي هام حيث توفر الدعم الاقتصادي لأفرادها من خلال وظائف أو أعمال يمارسها بعضهم و يتم تقاسم العائد منها مع أفراد الأسرة من غير المنتجين.
:الوظيفة الإقتصادية لعبت الاسرة القروية و البدوية القديمة دور المحرك الإقتصادي الذي يمد الحضر بمتطلبات العيش و عملت على تسويق منتجاتها. بينما كانت الأسرة الحضرية مستهلكة اكثر من كونها وحدة منتجة, وهذا لا يقل أهمية – في نظر الباحثين- من منظور المجتمع ككل عن وظيفة الإنتاج.
لكن خلال تعرض المجتمع إبان منتصف القرن التاسع عشر للتغيرات الهامة التي برزت نتيجة التقدم العلمي و التكنولوجي, و تحول المجتمع من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي أفرز أنماطا جديدة لطرق و مستلزمات العيش, لم تعد الأسرة القروية تحقق اكتفاءها الذاتي اقتصاديا , حيث غزتها الخصائص الحضرية و شرعت تعتمد على المدن في متطلبات عيشها و تسويق المنتجات التي انحصرت في تربية الدواجن و صناعة الألبان. بينما أصبحت الأسرة الحضرية تمارس وظيفة الإنتاج المتعدد التخصصات و في نفس الوقت تستهلك كل ما يتناسب و طبيعة حياتها الحضرية.
و عموما , يمكن القول أن الأسرة باختلاف أشكالها تشكل وحدة متكاملة وظيفيا تساهم في البناء الإقتصادي من خلال و ظيفتي الإنتاج و الإستهلاك.
- الوظيفة النفسية :
تحتل الوظيفة النفسية مكانة قوية وحاسمة في ترابط النظام الأسري . فكلما كانت المشاعر والاتجاهات
حاضرة يكون التوافق والانسجام وتتحدد كفاءة الأداء الوظيفي بمختلف جوانبه.
في حين أن غيابها يخلف وراءه مشاكل نفسية و تربوية تنعكس على سلوك الأفراد مما يجعلهم غير قادرين على الإنضباط الإجتماعي و بالتالي يلقى بهم ليكونوا عالة على المجتمع.
-التنشئة الاجتماعية :
تشرف الأسرة على تربية أطفالها تربية صحيحة في ظل التعاليم الأخلاقية الفاضلة، والتي تساعد على دعم المجتمع باللبنات الصالحة التي تساهم في بناءه، والصعود به إلى مراقي الكمال. وقد أكد علماء الاجتماع على ضرورة ذلك وأكدوا أن الأسرة مسؤولة عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة، وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتمكنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع.
و ذلكبأن تشيع في البيت الاستقرار، والود والطمأنينة، وإن تبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، فإن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعودوا على الإجرام في كبرهم، كان مرد ذلك عدم الاستقرار العائلي الذي آلت له أسرهم.
-وظيفة التربية والتعليم:
من المعلوم أن الأسرة تشكل الحقل الأول و الأساسي الذي من خلاله يلقن الآباء الابناء العديد من القيم و التعلمات , بالإشراف على تعليم أطفالهم و متابعتهم في المذاكرة و الواجبات المنزلية .
فعلى الرغم من نشوء المؤسسات التعليمية في العالم، إلاّ أن الأسرة تبقى هي المعلم الأول لمن تنجبه من الأبناء. بل إن تقدم أو تأخر الأطفال في التحصيل له علاقة وطيدة بالوقت الذي يقضونه مع أطفالهم. فكلما منحوا وقتا اطول لأبنائهم في مساعدتهم على التمدرس و التعلم كلما أتت النتائج إيجابية.
الأهمية النظرية لدراسة الأسرة :تعتبر الأسرة الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية ، وتتكون من افراد تربط بينهم صلة القرابة و الرحم يساهمون في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية و الروحية و العقائدية و الاقتصادية…
و لما كانت الأسرة بهذه الأهمية و الانتشار و الأدوار المتعددة المتطورة و المتغيرة و التي سبقت دور الدولة في تأمين الاحتياجات العاطفية و المادية و المعنوية للأفراد, فإنه يمكن القول بأن أفضل السبل نحو بناء المجتمع هو البدء من اللبنة الأولى و الأهم في البناء الاجتماعي و الاقتصادي و الإنساني ألا و هي الأٍسرة..
و نظراً للأهمية البالغة، والمكانة الرفيعة التي تحتلها الأسرة في المجتمع البشري، فقد كانت ولا تزال محط اهتمام الكتاب والباحثين، الذين أولوا جل اهتمامهم للأسرة وقضاياها، وحل المشاكل التي من شأنها أن تقف حاجزا في طريق الأسرة لتحول بينها وبين الهدف الذي تروم الوصول إليه.
فالأسرة هي احدى العوامل الأثيرة في بناء الكيان الإنساني، وتسهيل عملية التطبيع الاجتماعي.
ولقد تعددت الدراسات والأبحاث حول الأسرة ، منطلقة في معظمها من وصف طبيعتها وتحديد مفاهيمها ووظائفها داخل المجتمع وأجمعت جل الدراسات ، على كون الأسرة تنظيما اجتماعيا ، له سلطة على أفراده ، إذ يتحكم في سلوكهم اليومي وفي روابطهم الاجتماعية. كما يوجه كل اختياراتهم، بل يحكم ويحدد مصيرهم الاقتصادي . إلى جانب ذلك، اهتمت دراسات أخرى بالأسرة كخلية اجتماعية ، تقوم بالإنجاب وتزويد
المجتمع بالأفراد . ” و النقطة الأساسية التي تثير اهتمامنا هنا أن علم الإجتماع هو العلم الذي يتميز عن غيره في دراسة الأسرة في حد ذاتها و ذلك بتحليل بنائها و عملياتها, و
النظر إليها كجماعة إنسانية في الوقت الذي يركز على دراسة التفاعل الجمعي الذي هو بمثابة الجوهر الحقيقي للحياة الأسرية,مما يؤيد الإتجاه السوسيولوجي في دراسة الأسرة”4
و جدير بالذكر أن علم الاجتماع الأسري ، جعل الأسرة موضوعا خاصا له ساهمت النظريات الاجتماعية التي تناولته في تحليل وإغناء موضوع الأسرة .
فتحول بذلك اهتمام الباحثين من القضايا التاريخية للأسرة ، إلى تناول مجالات قوتها ، وأسباب وعوامل تفككها ، وعلاقاتها بنظام القرابة . مما أسهم في فهم الأحداث والوقائع الأسرية في إطار هذا التخصص . وقد ساهم هذا التنوع والتباين في مقاربة الأسرة و تثوير دراساتها ، وفي تشخيص أوضاعها . كما أعطى دفعة في تنوع نظريات علم الاجتماع الأسري ، إذ لم تعد النظرية أو المقاربة الوظيفية وحدها المسيطرة والمفسرة لقضايا الأسرة ، بل ظهرت إلى جانب ذلك البنيوية ، والتفاعلية الرمزية …
التغيرات التي طرأت على الأسرة:
و غني عن البيان أن التكنولوجيا أمست واقعا حقيقيا في حياة الإنسان و المجتمع , كونها تمارس أدوارا مهمة و أساسية اجتماعية و اقتصادية و تقنية , و تدخل ضمن الأدوات و المقتنيات التي
يتطلع الفرد و الجماعة إلى استهلاكها اليومي . و من ثمة باتت تؤثر داخليا و خارجيا على الأسرة و تساهم في التغير الإجتماعي.
” و ما من شك ان تأكيد النظرة التكاملية إلى بناء الأسرة أو إلى وظائفها يؤدي إلى القول بأن تأثير التكنولوجيا عندما تمس جزءا أو وظيفة من وظائف الأسرة , فإنه خليق بأن يؤثر في الأجزاء أو الوظائف الأخرى عن طريق التتابع أو الإنتشار” 5.
و لقد أرجع كثير من العلماء و الباحثين التغير الذي طرأ على الأسرة جراء التصنيع المطرد حيث يرى ماركس أن اثر التصنيع على الأسرة يكون هداما و يؤدي بها إلى التفكك و الإنهيار.
مما أدى إلى انقسام الأسرة الممتدة وبروز نمط الأسرة النووية التي أصبحت تتحدد في الوالدين و الأبناء . كما أن سرعة التصنيع و التحضر الذي عرفته شعوب كثيرة و خاصة إبان القرن التاسع عشر مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان القرويين و نتج عن ذلك تفكك الأسر الممتدة الفقيرة التي لا تستطيع أن تتحمل تيار التصنيع الجارف . بينما تتمكن الأسر الغنية من الحفاظ على امتدادها عبر تسخير السياسة و الإديولوجيا للمحافظة على الأوضاع الإقتصادية محاولة بذلك أن تحمي مصالحها من كل تدخل قد يضر بهذه الأخيرة .
و يمكن أن نحدد بعضا من تأثيرات التكنولوجيا و حركة التصنيع على الأسرة في ما يلي:
ـ إنتقال المجتمع من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي يهدم روابط الأسرة بالأرض و يصبح أصحابها مجرد مأجورين يعتمدون على عملهم و يفقدون لملكيتهم للأرض , بالإضافة إلى نوع السكن بالمدينة الذي لا يتسع إلا للأسرة النووية, فلم يعد هناك مكان لباقي أفراد العائلة.
ـ لم يعد الأب المعيل الوحيد للأسرة , حيث أصبح الأبناء يعملون هم أيضا و يتحررون من سلطة الأب مما قد يفرز تنشئة اجتماعية لم يعد الأب فيها المتحكم الوحيد. كما أن عمل المرأة هو الآخر ساهم في التأثير على العلاقات الأسرية.
ـ إقتصار الأسرة النواة على العلاقة المباشرة مع أقارب و والدي الزوج و الزوجة , فلم نعد نتحدث عن أبناء العمومة و أبناء الخؤولة.
ـ بعد مكان العمل عن المنزل , يضطر معه رب الأسرة أو ربة الأسرة أو هما معا إلى قضاء وقت أطول في المواصلات و بالمقابل قضاء وقت أطول خارج البيت مما يعود سلبا على تقوية العلاقة الأسرية و تماسكها .
و يمكن تلخيص ادعاءات بعض علماء الإجتماع عن أثر التصنيع و التكنولوجيا الحديثة على الأسرة في عدة نقاط , من بينها أن التصنيع هو السبب في ظهور الأسرة النواة , و في نقصان حجمها و تدعيم عزلتها , و القضاء على الروابط القرابية. ” فالأسرةهي المرآة التي تعكس صورة التغير الإجتماعي على المجتمع , و ذلك عندما تتبنى مجموعة من الأسر شيئا جديدا ( تكنولوجي أو إيديولوجي ) فإنه بمجرد ظهور فائدة هذا الشيئ تتبناه بالتدريج الأسر الأخرى حتى يشمل المجتمع بأسره”6
خلاصة
كانت الأسرة في الماضي وحدة اقتصادية مكتفية ذاتيا تقوم باستهلاك ما تنتجه, وباستمرار التغير والتطور في كافة المجتمعات تقلصت وظائف الأسرة بل فقدتها في بعض الأحيان وظهرت المؤسسات والتنظيمات المختلفة كبديل عنها, مما يؤثر تأثيرا أساسيا في طبيعتها و مكانتها في الإنوجاد
الإجتماعي. ومع ذلك ما تزال الأسرة تحتفظ ببعض الوظائف .
لكن ألا يمكن اعتبار الوظائف التي بقيت للأسرة هي الوظائف الاكثر أهمية و التصاقا بطبيعتها الحقة؟
ألا يجوز الإعتقاد بأن هذا التغيير الذي طرأ على الأسرة يحمل في ثناياه مكاسب للمجتمع من قبيل التخصص و تزايد المؤسسات و الهيئات مما يخلق تمايزا و حراكا اجتماعيين الأسرة في حاجة ماسة له و هنا نشير إلى الأسرة اليابانية و تماسكها بالرغم من التصنيع و التكنولوجيا؟
أليس بمقدورنا الجزم بأن التفكك الأسري الذي اعتبر انحلالا ليس إلا ضربا من التكيف لمتطلبات الإقتصاد الصناعي و الحفاظ على التوازن المستمر للأسرة وذلك ما يعتقده تالكوت بارسونز؟
و من ثمة فإن كثيرا من الباحثين في علم الإجتماع يحسون بحاجة متزايدة على المستوى النظري و التطبيقي إلى مزيد من الدراسات الأسرية خاصة و أنها تواجه اليوم تغيرات اجتماعية و ثقافية و تكنولوجية تتزايد بسرعة , لما لهذه الدراسات من أهمية أثيرة في فهم و تصحيح كثير من المقولات و المفاهيم في علاقتها بأنساق المجتمع المختلفة. 


اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي